مصوغات التكوين لمادة علوم الحياة والأرض في التقويم والديداكتيك
- الموضوع: مصوغة التكوين لمادة علوم الحياة والأرض
- السلك: الثانوي التأهيلي والثانوي الإعدادي
- صيغة الملف: صيغة PDF
المجال الأول: التقويم التربوي في مادة علوم الحياة والأرض
تُعتمد المراقبة المستمرة كأسلوب من أساليب التقويم التربوي، وكونها مستمرة فإن لهذه المراقبة انعكاسات على فعلي التعليم والتعلُّم وعلى فعل التقويم. وإذا كانت المنهجية المقترحة لتدريس علوم الحياة والأرض قد وضّحت كيفية مقاربة تدريس علوم الحياة والأرض من خلال اعتماد كفايات تمكِّن المتعلِّم من التموضع في مسار تكوينه، والمساهمة الفعلية في تدبير هذا التكوين، فإنه باقتراح أشكال أخرى للتقويم في ضوء الأطر المرجعية يمكن الوقوف على أصالة هذه المنهجية، حيث تطمح المبادئ التي تؤسس لهذه الأشكال التقويمية الحديثة إلى تعديل التصورات نحو فعل التقويم من " الجزاء والعقاب " إلى جعله مطلبا وحاجة ووسيلة للتكوين.
ولن يتأتى ذلك إلا بإشراك المتعلِّم عبر تعاقد ديداكتيكي في سيرورة تقويمية مستمرة تبدأ بتقويم تشخيصي للمكتسبات وتُسْتَرْسَلُ بتقويم تكويني لتنتهي بتقويم إجمالي لحصيلة التكوين. وهي سيرورة ستمكِّن المتعلِّم من مراقبة مسار تكوينه وتدرُّجه المعرفي، كما ستتيح له فرصة سدِّ الثغرات خلال التكوين وعند نهايته بواسطة استراتيجيات داعمة (الدعم التربوي)، ووحدات تكوينية مكمِّلة. إنها سيرورة ستدرِّب المتعلم على تحمُّل المسؤولية عبر جميع مراحل تكوينه وعلى اعتماد التقويم الذاتي أرقى مستويات هذه السيرورة. إنها نهاية سيرورة تجعل من مبدأ التغذية الراجعة المنظم الرئيسي لجميع مراحل الفعل التكويني.
تجدر الإشارة إلى أن أنماط التقويم المشار إليها أعلاه لن تعالجها هذه المصوغة، بقدرما ستركز على تقويم التعلمات من حيث المراقبة المستمرة والامتحانات الموحدة التي تنص عليها المذكرة الوزارية الخاصة بالتقويم التربوي لمادة علوم الحياة والأرض في ظل الأطر المرجعية، سيما وأن مادة علوم الحياة والأرض أصبحت من بين المواد التي تدخل في الامتحان الجهوي الموحد بالسنة الثالثة من التعليم الثانوي الإعدادي.
المجال الثاني: ديداكتيك ومنهج تدريس مادة علوم الحياة والأرض
يتميز تدريس مادة علوم الحياة والأرض ببعده التجريبي المرتبط بتبني نهوج تساعد على تنمية الفكر العلمي وبناء المفاهيم العلمية لدى المتعلم. ويتم ذلك عبر: "التحكم في تقنيات الملاحظة والتجريب، وتحسين التواصل الشفهي والكتابي والبياني، وتنمية القدرة على التحليل والاستدلال والتركيب والنقد والتجريد والتعميم،..."(1) وتؤكد التوجيهات التربوية نفسها على كون "حصص علوم الحياة والأرض تعتمد على الملاحظة والتجريب لدراسة الظواهر الطبيعية. ولهذا وجب استكمال تدريب المتعلمين على الملاحظة بالعين المجردة، وعلى حسن استعمال وسائل وتقنيات الملاحظة والتجريب، وذلك انطلاقا من إنجاز التجارب والمناولات باستعمال الأدوات البصرية (مكبر يدوي، مكبر زوجي، مجهر.....) والتوظيف الصحيح والسليم للأدوات المخبرية والميدانية واستعمال تكنولوجيات الإعلام والتواصل التربوية"(2) .كما أن هده التوجيهات التربوية تلح على" ضرورة إنجاز الأستاذ للأشغال التطبيقية التي تتم خلالها هذه الأنشطة حيث يقتضي منه ذلك:
- جرد شامل للتجارب والمناولات الخاصة بالبرنامج الدراسي؛
- إدماج التجارب والمناولات في سياقات ديداكتيكية واستدراج المتعلمين للتصور القبلي للتجربة ولعدتها قبل؛ الشروع في إنجازها، ويتعين إشراك المتعلمين في نقد تصور التجارب ونتائجها؛
- تحضير بعض التجارب والمناولات قبل الحصة لتمكين المتعلمين من معاينة نتائجها أثناء الدرس." (3)