نظريات التعلم السلوكیة
إعداد الأستاذة / أ. علي راجح بركات
(قسم علم النفس ، جامعة أم القرى، طالبه ببرنامج الدكتوراه)
محاور موضوع نظريات التعلم السلوكیة
- مقدمة
- نظرية بافلوف
- نظرية واطسون
- نظرية ثورنديك
- نظرية سكنر
- نظرية جاثري
- نظرية دولر ومیلر
- نظرية ھل
- نظرية تولمان
- الانتقادات
- التطبیقات التربوية
- تعلیقات ( عامه ، خاصه )
- المراجع
ملاحظة: لقراءة الموضوع كاملا يجب تحميله من خلال رابط تحميل الملف
مقدمة
تمتـد القـضايا والمـشكلات النفـسیة إلـى العـصور القديمـة ، حیـث كـان سـلوك الإنـسان والحیوان موضع اھتمام العلماء والفلاسـفة والمفكـرين وخاصـة جوانـب الـسلوك التـي تـشمل التعلم ، والإدراك والكلام . فقد أثار الفلاسفة العديد من التساؤلات حاول علماء الـنفس الإجابـة عنھا بأسلوب موضوعي وعلمي ، لكن الاختلاف في أسلوب البحـث وتبـاين المنحـى بـین علـم النفس والفلسفة أدى إلى انفصالھما . كما زود علم الطبیعة وعلم الكیمیـاء وعلـم الأحیـاء علـم النفس بطرق البحث ومیدان الدراسة حیث أصبح الإحـساس والإدراك جـزءا مـن علـم الـنفس . كما أتى الاھتمام بدراسة الوراثة وتأثیرھا على سـلوك الفـرد مـن علـم الأحیـاء ، وسـاھم علـم الحیوان في نشأة علم النفس المقارن ، ومن الطب أتى مفھوم معاملة وعلاج الأشخاص وذوي الأنماط السلوكیة غیر العادية .
وقد أعطت نظرية النشوء والارتقاء دفعة قوية لنمو علم النفس المقـارن . وأضـاف الطـب بصورة غیر مباشرة الكثیر إلى علم الـنفس فـي بدايـة نـشأته ، حیـث تـم تـصنیف الأنمـاط غیـر العادية على أنھا أمراض عقلیة ، وبالتالي تغیرت أسالیب العلاج . وقد أدى ذلـك إلـى نـشأة مـا يسمى بالطب النفسي .
وتعتبر آراء فرويد عن الدوافع اللاشعورية التي تكمن وراء سلوك الفرد من الإضافات الھامة فــي علـم الـنفس ( خیـر االله وآخــرون ، 254)، ھــذه المواقــف ســاعدت علـى اتـساع مجــال الدراسات النفسیة إلى حد كبیر .
وقد جرى العرف على اعتبار فونت وعام 1879 علـى أنھمـا يمـثلان نقـاط البـدء فـي علـم النفس لأنه أوضح وكشف عن أغراض وأھداف ھذا العلم . وترجع أھمیة أعمال فونت إلى ثلاثة عوامل أساسیة:
1 ــ أنه ساعد على استقلال علم النفس .
2 ــ أكید على المنھج التجريبي مما أعطى علم النفس أساسا علمیا قوياً .
3 ــ أخضع الطريقة الاستبطانیة للاختبار مما أتاح نشـأة عدد آخر من الأنظمة فیما بعد. (ويتیج 20 ــ 12)
وتعود جذور نظريات الـسلوك والـتعلم إلـى وجھـة النظـر الفلـسفیة المعروفـة بالمـذھب التجريبي الذي يؤمن بأن كل المعارف تنشأ من التجربة . ومن أقدم الفلاسفة التجـريبیین جـون لوك ( 1632 ـ 1704 ( الفیلسوف الإنجلیزي الذي قام بتطبیق الاختبـارات الإسـتقرائیة والطـرق العلمیة التي استخدمھا الفیلسوف البريطـاني ( فرانـسیس بیكـون 1651 ـ 1626 ( فـي مجـال علم النفس ، وكان يؤمن بأن كل المعارف تأتي عن طريق الحواس ومن خلال التجارب ، ويعتقد 3 أن عقل الطفل وقت الولادة يكون علـى شـكل لـوح أملـس ( Rasa Tabula ( أو اللـوح الفـارغ ( Slate Blank ( كما ھو الحال مع اعتقاد ديكـارت ( أنـا أفكـر ، إذن أنـا موجـود ) والـذي يعبـر عـن المذھب المنطقي أو العقلاني .
ويمكن القول بأن الاتجاه المسیطر في علم النفس الأمريكي الآن ھو الحركـة الـسلوكیة التي تركز على التعلم والخبرة كعوامل رئیسیة في تشكیل السلوك ، بدلا من التـسلیم بوجـود تركیبات شخصیة متعددة ودينامیكات داخل الفرد ، وتركز نظريات السلوك والتعلم على العوامل الموجودة في البیئة التي تحدد تصرف الفرد . وعلى الـرغم مـن أن التركیبـات الداخلیـة لیـست منكرة إلا أنھا مخفضة إلى أدنى حد . وقد أصبح أصحاب نظرية السلوك تدريجیا ملتزمین بطـرق علمیة صارمة في محاولة لتحقیـق الكمـال للأسـالیب النفـسیة ورفـع مـستواھا إلـى مـستوى العلوم الطبیعیة . ( انجلز ، 323 ــ 384)
ومع أن نظرية السلوك المعاصرة تعتبر أمريكیة الاتجاه ، إلا أن خلفیتھا التاريخیة بدأت في روسیا على يدي العالم ( ايفان بافلوف ) الذي أوجد مفھوم الإشراط الكلاسیكي ( Classical conditioning . ( وحسب رأي عدد كبیر من المفكرين يعتبر (جون واطسن ) الأب الروحي للمدرسة السلوكیة ، حیث توسع في استخدامات الإشراط الكلاسیكي لیحوله إلى نظرية في السلوكیة حیث أكد على أن يقوم علم النفس بدراسة السلوك الظاھر فقط الذي يمكن ملاحظته مباشرة مثل الحركات والصراخ والكلام أما السلوكیات الخفیة مثل الاعتقادات والأحاسیس والرغبات فلا تخص أو تدخل ضمن مجال علم النفس إذا أريد له أن يكون علما تجريبیا أو تطبیقیا ( انجلز ، 326 . ( وقد ندد واطسون بعلم النفس الاستبطاني عند ( تتشنر ) ، وعلم النفس الوظیفي عند ( أنجل ) وقال إن (أنجل ) متحیز لأنه قبل الاستبطان ، وقد أبدى ( واطسون ) امتعاضه من سیادة الأفكار الفلسفیة واستمرارھا في علم النفس مع أنه ھو نفسه اتخذ موقفا فلسفیا عندما أنكر وجود العقل ، وقد أثارت سلوكیته المتطرفة الكثیر من الجدل .( ربیع ، 331)
عموماً تنادي نظريات التعلم والسلوك بأن المعرفة الصادقة تنبع من التجربة والتطبیق ، من خلال دراسة سلوك الكائن بعناية في مختبر محكم ، ويتم الربط بین السلوك والعوامل البیئیة في علاقات محددة ( انجلز ، 323 ــ 384 ( وتسلم بأنه لا استجابة من دون مثیر ، وبأن التعلم يحدث نتیجة لحدوث ارتباط بین المثیر والاستجابة بحیث إذا ظھر ھذا المثیر مرة أخرى فإن الاستجابة التي ارتبطت به سوف تظھر ھي الأخرى فمثلاً يتعلم الطفل اللغة عن طريق حدوث ارتباطات بین الألفاظ والأشیاء التي ترمز لھا ھذه الألفاظ ، وقد يتعلم الفرد أن ينظر إلى بعض الناس بنظرة شك وريبة لأنه تسبب في أذى له . والتعلم ھو عملیة تكوين عادات ، ويحتوي الموقف التعلیمي على سلسلة من الارتباطات الأولیة بین المثیرات والاستجابات المعززة التي تكون في مجموعھا ما يعرف بالعادة ( خیر االله وآخرون ، 254 )
ثم كان لثورندايك ( Thorndike ) ( 1874 ـ 1949 ( تـأثیر واضـح فـي تـاريخ نظريـة الـتعلم حیث عمل عددا من التجارب على عدد من الحیوانات من أجل الحصول على فھم عملیة الـتعلم وصاغ عددا من القوانین أھمھا قـانون الأثـر ( effect of Law ( الـذي يؤكـد علـى أن الـسلوك أو الأداء المـصحوب بالرضـا يحـدث مـرة أخـرى ، وعنـدما يـصاحبه الإحبـاط فتكـراره أو ظھـوره يقـل وينطفئ أو يختفي .
وطور العالم كلارك ھول ( Hull ( نظرية نظامیة في التعلم بنیـت علـى مفھـوم اختـزال أو تخفیض الحافز ( Reduction Drive ( فالطفل يتعلم مص زجاجة الحلیـب أو الرضـاعة مـن أجـل أن يخفف من جوعه ، لكن لو أن الرضاعة ھذه لم ينتج عنھـا تخفـیض لحاجـة مـا ، فالرضـیع لـن يتعلم القیام بأداء ھذا النشاط.
وأكد دولارد ومیلر على دور التعلم في الشخصیة ( انجلز ، 326) ....الخ باختصار يمكن تحديد عدة أمور ساعدت على ظھور السلوكیة على النحو التالي:
1 ـ الاتجاھات التي نادت بالموضوعیة ، حیث لم يكن ( واطسون ) أول من نادى بذلك إذ أن ھناك تاريخا طويلا من العلماء الذين طالبوا بھذه الموضوعیة ، وأغلبھم من الفلاسفة . فمثلا ( ديكارت ) الذي اتخذ أول خطوات في سبیل القول بالموضوعیة في علم النفس طبق التفسیرات المیكانیكیة على النفس وعلى الجسم معا . و ( أوجست كونت ) مؤسس الحركة الوضعیة ، إذ اعتقد بأن المعلومات التي تأتینا عن طريق الملاحظة الموضوعیة ھي وحدھا التي يمكن أن تتصف بالصدق . كما أنكر ( كونت ) بشدة العقل الفردي ، وانتقد كذلك منھج البحث الذي يعتمد على الذاتیة .
2 _ ظھور الاھتمام بعلم نفس الحیوان . وكان ھذا بسبب ظھور نظرية النشوء والارتقاء لدارون وتأثیرھا على علم النفس بوجه عام وعلم النفس الوظیفي بوجه خاص . كما أسھم مورجان Morgan ) 1852 ـ 1936 ( في إثراء علم نفس الحیوان أيضا بإصدار كتاب في علم النفس المقارن عام 1894 م حیث استخدم منھجا شبه تجريبي ، واستطاع ممارسة ضبط تجريبي جزئي في دراسته على الحیوانات الدنیا ـ وقد لجأ ( مورجان ) إلى التشبیھیة للبرھنة على الاستمرارية بین الحیوان والإنسان بل بین إنسان وإنسان آخر ، وكذلك لجأ إلى التأكید على الاستمرارية بین الإنسان والحیوان عن طريق التشابه في العادات وكذلك عن طريق أسلوب التعلم بالمحاولة والخطأ الموجود عند الإنسان والحیوان ، وتتفق تجارب ( ثورنديك ) مع ( مورجان ) كل الاتفاق . واسھم ( جاكوب لوب ) البیولوجي الألماني الذي حضر إلى الولايات المتحدة في عام 1891 م و قضى معظم حیاته العلمیة فیھا في ظھور السلوكیة ، وھو المسئول عن صیاغة لفظ الانتحاء أو الحركة القسرية أي نزعة الحیوان أو النبات إلى الحركة استجابة لمنبه ما ، والانتحاء ھو استجابة قسرية مباشرة للمثیر .
3 _ الوظیفیة الأمريكیة حیث تعتبر القوة الثالثة التي أدت إلى ظھور السلوكیة ، فقد كان عدد السیكولوجیین الذين يتبعون المدرسة الوظیفیة يمیلون میلا شديدا إلى الاتجاه الموضوعي . 4 _ أثر المدرسة الروسیة العملاقة في علم النفس ( مدرسة المنعكس الشرطي ) . ( ربیع 366 _ 331)
نظرية إيفان بافلوف Pavlov Ivan) 1849 ـ 1936)
يعتبر بافلوف من العلماء التجريبیین ، استطاع في دراسته الفسیولوجیة أن يكـشف عـن القوانین التي تخضع لھا إفـرازات الغـدد ، وبـین أن ھـذه الافـرازات إنعكاسـیة فطريـه تـضطرب أحیاناً ، وكان علماء الفسیولوجیا يعتقدون أنھا تغیرات نفسیة لا تخضع إلى أصـول فـسیولوجیة فتركوھا ، لكن بافلوف أعتقد أنھا خاضعة لقوانین طبیعیة معینة قابلة للبحـث بواسـطة الطـرق الفسیولوجیة الدقیقة ، باسـتخدام أسـلوب العلـم الطبیعـي الـذي يجمـع الوقـائع اللازمـة عـن طريق المشاھدة والملاحظة . ( صالح 2 ،167 ـ 168
نظرية جون .ب . واطسون Watson. B Jon ) 1878 ـ 1958)
كان واطسون غیر راضي عن الممارسات السائدة في علم النفس الأمريكي ( البنیويـة ، والوظیفیة ) ، وكان يرى أن الحقائق المتعلقة بالشعور لا يمكن اختبارھا وإعادة الحصول علیھـا بواسطة الملاحظین المدربین لأنھا تعتمد على انطباعات فطرية ، وعقد العزم علـى جعـل علـم النفس علماً جديراً بالاحترام مثل العلوم الطبیعیة ، وفي عام 1912 م بدأ في إلقـاء محاضـراته والكتابة لنشر آرائه ، وأعلن میلاد الحركة السلوكیة التي سادت لمدة ثلاثین عامـاً . ( دافیـدوف وآخرون ، 38 ( وقد تأثر في حیاته بالعلماء الروس ودرس الفلسفة في جامعة شـیكاغو علـى يد ( جون ديويى ) ولكنه وجده يستعصي على الفھم فاتجه إلى علم النفس وتلقى تدريبه في إطار النظرية الوظیفیة ولكنه وجدھا غیر كافیة ووجد في أعمـال بـافلوف مخرجـاً لعلـم الـنفس في أمريكا للانتقال من المنھج العقلي إلى علم أكثر موضوعیة وبذلك أطلق صیحته الـسلوكیة أثناء دراسـاته العلیـا ، كـان يتكـسب عـن طريـق الاعتنـاء بـالفئران فـي المعامـل والخدمـة فـي المطاعم . أصیب بنوبات قلق وخوف شديد وعدم قدرة على النوم بدون إضاءة تعافى منھا بعـد راحة قصیرة واستطاع العودة إلى عمله في العام الذي حصل فیه على درجته العلمیة الأولـى ، وقد أثرت علیه ھذه التجربة الشخصیة فیما بعد في تجاربه عن الخوف وطرق إزالته . ( فطـیم وآخرون ، 134 ( بدأ طريقه في میدان علم نفس الحیوان حیث كانت أعمال لـوب وثورنـديك قـد أثارت الاھتمام بدقتھا وتطور تقنیاتھا ، وانتقل بعد ذلك إلى علم نفس الإنـسان ، ولـم يلبـث أن صار في الولايات المتحدة أحد المع الرواد بالتشريط . ( زيعور ، 184
نظرية الاشتراط الوصفیة الذرائعیة أو الوسیلیة لادوارد لي ثورنديك Thorndike ( 1949 ـ 1874 )
كان يعمل في جامعة كولومبیا ، وھو من العلماء الذين لھم الفضل في ظھور اتجـاه فـي تفسیر التعلم يحدث فیـه تعزيـز وتقويـة تدريجیـة للارتبـاط بـین المثیـر والاسـتجابة . وقـد اھـتم بالدراسة التجريبیة المعملیة ، وأجرى كثیرا مـن تجاربـه علـى الحیـوان وخاصـة القطـط . أغلـب ھذه التجارب تقوم على حل المشكلات ، وكانت اھتماماته مركز على الأداء والنواحي العملیة ، مما جعله يھـتم بـسیكلوجیة الـتعلم وتطبیقاتـه فـي الفـصل الدراسـي ضـمن اھتماماتـه بعلـم النفس والاستفادة منه بتعلم الأداء وحل المـشكلات . ( الـشرقاوي ،73 ( كـان تفـسیره للـتعلم الحادث بالمحاولة والخطأ مخالفاً لتفسیر واطسن على الرغم من أنه لم يـرفض كلیـة تفـسیره في ضوء التكرار والحداثة ( الزيات ، 187 نظرية : ب . ف . سكینر Skiner. F.B المذھب السلوكي Radical Behavioris الراديكالي يرجع إلیه الفضل في الاشتراط الإجرائي ، وھو من علماء النفس الارتباطیین ، ينتمي إلى مدرسة ثورنديك رغم أنه لم يكن من تلامیذه المباشرين ، وھو يختلف في كثیر من الجوانب عن ثورنديك ، ومع ذلك فھما يعتبران من علماء النفس الارتباطیین الذين ارتكزوا على التعزيز كعامل أساسي في عملیة التعلم الذي يھدف إلى حل مشكلات التربیة . ( الشرقاوي ، 86 ( انصب اھتمامه على دراسة توقع السلوك وكیفیة التحكم في ذلك السلوك . قدم تطبیقات دقیقة للطرق والمعلومات والمفاھیم التي تظھر عن طريق دراسة التعلم . لم تستخدم في تربیته العقوبات الجسدية كان وأبدى میولا حقیقیة في اكتشاف ومعرفة كنه وكیفیة عمل الآلات والمكائن وقد طور آلة میكانیكیة تذكره بموعد نومه وتعلیق بجامته . وكان لديه میول لدراسة سلوكیات الحیوانات ، وكان يفكر جديا في أن يصبح كاتبا ، اطلع على كتابات بافلوف وواطسون اللذين أثرا في تفكیره واعتقاداته كثیرا حتى أنه من فرط إعجابه بھما قرر استكمال دراساته العلیا في جامعة ھارفارد في مجال علم النفس 1948 م . ( انجلز ، 344 ــ ( 346
نظرية ادوين جاثري Guthrie ا 1886ـ 1959 وتسمى نظرية الاقتران ـ نظرية التعلم الشرطي التلازمي
أمريكي اعتقد أن العلم يجب أن يھتم فقط بالحالات والحوادث الموضوعیة التي يمكن ملاحظتھا ، وكان متشددا في اتجاھه العلمي ھذا بحیث عارض إيجاد صلة بین الحوادث السلوكیة وبین المخ والجھاز العصبي . رفض قانون الأثر عند ( ثورنديك) وقانون التدعیم عند ( بافلوف ) ووضع بدلا منھما ( الإشراط المتزامن Conditioning Simultaneous ( الذي اعتبره أعم قوانین علم النفس . ( ربیع ، 351
نظرية جون دولارد ونیل میلر Miller Neal and Dollard John نظرية التعلم التحلیلیة النفسیة Learning Psychonalytic Theory كانت الفكرة التي قدماھا تقوم على فكرة التعزيز في الأساس وتشبه بدرجة عظیمة مـا أتى به سكنر مع فارق أساسي واحد ھو فكرتھما عن التعزيز . فھما يعتبرانه ناشئا عن خفـض الباعث بمعنى أن الاستجابة ترمى دائما إلى تخفیض التوتر الناشـئ عـن دافـع أو باعـث ومـن ھنا يكون الباعث ولیس التعزيز ھو الفكرة المحوريـة فـي نظريتھمـا . ( فطـیم وآخـرون ، 153( وقد أطلق علیه اتجاه جون دولارد ونیل میلـر ( نظريـة الـتعلم التحلیلـي النفـسي ) لأنھـا كانـت محاولة إبداعیة لوضع المفاھیم الرئیسیة لنظرية فرويد مع تلك الأفكار واللغة والطرق والنتـائج المعملیة البحثیة على السلوك والـتعلم . بخلـق نـوع مـن التكامـل أو التمـازج بیـنھم وبـین تلـك الأفكـار والطـرق العلمیـة المـستخدمة فــي البحـوث النفـسیة الـسلوكیة فــي مجــال الـتعلم والسلوك (انجلز ، 324 .
نظرية كلارك ھول ھل Hull Clark - 1884 ـ 1952 وتسمى أيضا النظرية السلوكیة الجديدة ونظرية التعزيز ونظرية الفرضیة الاستدلالیة
أمريكي اعتقد أن السلوك الإنساني نتیجة تفاعل مستمر بین الكائن الحي والبیئة . ھـذا التفاعل يقع في نطاق أوسع من مفھوم المثیر والاسـتجابة . وأن اسـتمرار الكـائن الحـي فـي الحیاة إنما يكون بسبب تكیفه البیولوجي ، وكان ھدفه بناء علـم نفـس سـلوكي لا مكـان فیـه لمفاھیم مثل الشعور والغرض أو أي فكرة عقلیـة مـن ھـذا القبیـل ، حیـث حـاول أن يحـول كـل مفھوم سیكولوجي إلى مصطلح فیزيقي . كما اعتبر أن السلوك الإنساني سلوك أوتومـاتیكي دوري ، وأن ملاحظة السلوك يجب أن تكون موضوعیة تماما بعیدة كل البعد عن الذاتیـة . ويـرى أن قـوانین الـسلوك يجـب أن تـصاغ بلغـة الرياضـة الدقیقـة ، وعلـى الـسیكولوجیین أن يفكـروا باستخدام الأسلوب الرياضي لیتقدم علم النفس . وقد حدد أربعة أسالیب يمكن أن تكون مفیدة للعلم ھي الملاحظة البسیطة ، والملاحظة المنظمة والمنضبطة ، والاختبار التجريبي للفروض ، وأخیرا الطريقة الفرضیة والإستبطانیة . وبھذه الطريقة الأخیرة يستطیع علم النفس أن يصبح موضوعیا شأنه شأن العلوم الطبیعیة . (ربیع ، 331 ـ 366 ( كان ھل معروفاً بوصفه عالم نفـس منتجاً مدة عشر سنوات قبل أن يعرف بوصفه محامیاً عن الـسلوكیة ، أجـرى تجربـة موضـوعیة على تكوين المفاھیم ، أھتم بطرائق ابنغھاوس في دراسة التـذكر فـي دراسـته للمفـاھیم ، ولم يكن ھل في ذلك الحین يعتبر عمله سـلوكیاً بـدلیل أنـه اسـتعمل تعبیـرات عقلیـة مثـل : ( الفاعلیة العقلیة ، الصور الذكراوية ، عدم الرضى ) وان كان قد تشدد في الطرائق الموضوعیة والقوانین الوظیفیة . كان عمـل ھـل البـاكر متجھـاً نحـو إيجـاد روائـز للقـدرات وتطـوير الطرائـق الإحصائیة التطبیقیة بما في ذلك اختراع آلة لحساب معدلات الترابط . يرى أن تضارب المدارس السیكولوجیة دلیلاً على أن علم النفس لم يـصل بعـد فـي تقدمـه إلـى مرتبـة العلـم الحقیقـي وھي إن كانت تقدم الكثیر إلا أنھا تعتبر مخططات واسعة لأنه مـا مـن واحـدة منھـا كانـت علـى حق كاف لصیاغة نظرية قادرة على التنبؤ عن حقائق لم تلحظ بعد . ويعترف ھل لتولمان بقیمة فكرته عن التحولات المتدخلة ( الوسیطة ) ومفھوم السلوك الجمعـي . ( عاقـل ، 134 ـ 135( انتھى المرحلة الأولى من وضع تفاصیل نظريته في التعلم ، كنظرية علمیة متكاملة تتبع منھجا تعلیمیا تجريبیا ، كما أنـه لـم يكـن قـد كـون رأيـا واضـحا بالنـسبة لموقفـه مـن كـل مـن بـافلوف وثورنديك . واھتم بإمكانیة تطبیق قوانین السلوك الكمیة التي استخلصت من تجارب الشرطیة الكلاسیكیة التي قام بھا بافلوف وزملاؤه ، على أنواع التعلم الأكثـر تعقیـدا والمـسمى بـالتعلم عن طريق المحاولة والخطأ ، أي أنه كان عند بافلوف وكان يعنـي بدراسـة الـشروط التـي فـي ضوئھا يزداد احتمال ظھور استجابة سلوكیة معینـة وھـذا النـوع مـن التفـسیر النظريـة الكمـي للسلوك يمكن أن ينمو مستقلا عن المبادئ التقلیدية الخاصة بـالأثر المرضـي أو المـضايق مـن جھة والاقتران الشرطي من جھة أخرى . اكتمل في المرحلة الثانیة الإطار النظري الذي اختاره 31 ھل لتفسیر عملیة التعلم ، واتخذ المنھج الفرضـي الاسـتدلالي لـصیاغة تفـسیره للـتعلم وھـو المنھج المتبع في العلوم الرياضیة ، ذلـك لأنـه يـرى أن الموضـوعیة فـي العلـوم الـسلوكیة ، لا تعني تطبیق المنھج الاستقرائي الذي اتبع في العلـوم الطبیعیـة ، ذلـك لأن العلـوم الـسلوكیة يصعب إخضاع ظواھرھا بدقة للصحة التجريبیة مع الـتحكم التـام فـي ظـروف التجربـة كمـا ھـو الحـال فـي العلـوم الطبیعیـة ، لـذلك بـدأ ھـل بـأن فـرض مـسلمات ثـم قـام بدراسـتھا بطريقـة استنباطیة حتى يتوصل إلى صیاغة نظرية معینة يخضعھا لفحص آخـر فـي المعمـل والمیـادين العلمیة . ( ربیع ، 168 ـ 169 (
نظرية إدوارد تولمان Toleman
1886 ـ 1959 أمريكي . وھو من السلوكیین الجدد وتعد السلوكیة الجديدة امتدادا طبیعیا لسلوكیة واطسون ، ويبدو مذھبه لأول وھلة كأنه مزاوجة بین مصطلحین متعارضین ، ھي القصد والسلوك ، ذلك لأن إضفاء القصدية على الكائن الحي تعنى وجود الشعور لديه ، و المدرسة السلوكیة ترفض مصطلحا عقلیا مثل الشعور . كما رفض بحدة الاستبطان الذي قالت به البنائیة ، وھو لیس له اھتمام بما يسمى التجارب الداخلیة التي لا يمكن إخضاعھا للملاحظة الموضوعیة . ومع ذلك فإنه لم يكن سلوكیا واطسونیا ذلك لأن الرجلین يختلفان في نقطتین أساسیتین وھي : ٭ أنه لم يكن مھتما بدراسة السلوك في مستوياته الجزئیة أو في صورة مثیر واستجابة ، حیث لم يھتم بوحدات عناصر السلوك مثل نشاط الأعصاب أو العضلات أو الغدد ، وكان تركیزه على جماع السلوك ، أي الاستجابة العامة للكائن الحي ، ولھذا فإن مذھبه يجمع بین مفاھیم السلوكیة ومفاھیم الجشطلت . ٭ قوله بغرضیة السلوك الذي يمثل ركنا أساسیا في نظريته ، وھذه الغرضیة في السلوك يمكن تعريفھا في عبارات سلوكیة موضوعیة دون الرجوع إلى الاستبطان أو مفھوم الخبرة الشعورية .
الانتقادات من الانتقادات الموجھة إلى السلوكیة بوجه عام:
= المنھج الموضوعي الخالص الذي تدعو إلیه السلوكیة غیر كاف ولا يتمتع بالكفاءة والقدرة اللازمة في أوصافه وشروحه بل و فشل في التعبیر عن الحالة الحیة والتجربة المعاشة والشخصیة . وبالتالي فإنه لا يعمم ولا يفسر كل شئ في علم النفس الذي يستلزم مناھج أخرى لدراسة الإنسان وسلوكه . ( زيعور ، 194 ـ 197
التطبیقات التربوية
= يستفاد من التجارب التي تمت في المعمل لبحـث طبیعـة الـتعلم فالتجـارب البـسیطة التـي تتطلب أقل مجھود ممكن حیث تحل استجابة مكـان اسـتجابة أخـرى بـتلازم مثیـرين واسـتجابة ويقل نشاط الكائن والعلاقات اللازم اكتشافھا في الموقف ويمكن أن نلاحظ وجود ھذا النوع من التعلم في الفـصل ، حیـث يعـین المعلـم الموقـف للتلمیـذ ويـصف لـه الجـواب ، ويـدعوه لتكـرار الاستجابة مع الموقف عدة مرات حتى تحفظ ، وھذا يحدث كثیـرا فـي حفـظ ھجـاء كلمـة حیـث يكتبھا المعلم على الـسبورة ثـم ينطقھـا ويطلـب مـن التلمیـذ تكـرار قراءتھـا وتمییزھـا . وعلـى النقیض من ھذا النوع من التجارب توجد التجارب المعقدة التي تحتاج إلى استبـصار وفھـم مـن الكائن حیث يوجد أمامه مشكل يريد له حلا ، ويكتشف أن وسائله السابقة وخبراته السابقة لم تعد توصله للحل . وأن علیه أن يتبین علاقـات معینـة فـي الموقـف وأن ينظمھـا بطريقـة معینـة توصل إلى الھدف . ( الغريب ، 371)